الأجنحة الصغيرة
حين ترى طيوراً تضرب بأجنحتها القوية ،
والضعيفة في أفاق السماء... حباً_وشوقــاً
إلى الله تبارك وتعالى.. تريد أن تجوب
الدنيا كلها.. #دعوة_وتربية لتخرج أجيـالاً ينظرون الى فوق ويتعلقون برب السمـــاء
ويعلمون رسالتـهم الخالدة
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ }
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول
الله صلي الله عليه وسلم
من نعم الله علينا أن فُتِحت أعيننا
فإذا نحن بدعوة الله تبارك وتعالي قد انتشرت في كل مكان وكان لمشايخنا وعلمائنا
فضل السبق في التعليم والتربية والتضحية في سبيل هذه الدعوة المباركة بالأعمار
والأموال وهذا والله شرف عظيم نسأل الله أن يديمه عليهم وأن يلحقنابهم .
لقد انتشرت مبادئ وقيم الدعوة السلفية
( وسمِّها بأي اسم المهم المنهج منهج
القرآن والسنة بفهم أعلم الناس بهما وهم الصحابة رضي الله عنهم وبقية القرون
الخيرية )دعوة ملئها الخير والنور وانطلقت أسراب الطيور المغردة تشق الظلمات بفجر
تلك الصحوة المباركة .
وإذا هذه الطيور تكبر وتنضج ويشند عودها ويمتد
جناحها ويكتب لها القبول والانتشار بين الناس وبهذا الجناح القوى تقطع المسافات
الطول في طريق السير إلى الله والدارالأخرة في طريق العلم والعمل والدعوة وما
حُصِّل ذلك الجناح الوارف الظلالْ إلا
بالعمل والكد والتضحية ....والتوفيق أولا
وآخرا بيد الله تبارك وتعالي .
ثم تنطلق الأسراب تلو الأسراب من
العصافير الصغيرة التي فتحت أعينها فوجدت صقورا قويةتقود تلك الأسراب في مسيرتها
إلى الله تبارك وتعالي .
إنه منظر رائع حقا حين تري ذلك المشهد
طيورا تضرب بأجنحتها القوية والضعيفة وكل علي قدره في أفاق السماء حبا وشوقا إلى
الله تبارك وتعالي تريد أن تجوب الدنياكلها دعوة وتربية وتعليما لتخرج أجيالا أخرى
ينظرون إلى فوق ويتعلقون برب السماء ويعلمون رسالتهم الخالدة ..
جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب
العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة
يبشرون بالفجر والنور الأكيد اشراقه
( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم
والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
علي الدين كله ولوكره المشركون )
وفجأة .. خلال تلك المسيرة المباركة
إذا بعصفور يضرب بأجنحته الصغيرة في أجواء السماء فإذا بالريح تصفع جناحيه
الصغيرين صفعات مؤلمة
....يكاد من جرم الألم يخرمن السماء
ولايشعر به أحد من أقرانه من العصافير الصغيرة الذين هم اصلب عودا و اشد قوة وهذا
التفضيل من دلائل ربوبية والوهية ملك الملوك تبارك وتعالى (وربك يخلق ما يشاء
ويختار).
وذكر تبارك وتعالي الحكمة في ذلك في الحديث
الصحيح حين سألها آدم عليه السلام حين قال :لمَ لم تسوِ بين عبادك؟ ( فقال يآدم
إني أحب أن أُشكر ) .
جناحان صغيران ضعيفان لم تصقلهم
العواصف ولم نقوهم الأعمار والعلوم والأعمال ...... وهما صغيران في كل شئ فماذا
يحتاج ذلك العصفور؟؟ الذي ملأ قلبه حبٌ و شوقٌ حركه في فضاء الحياة لكي يكون له
نصيب من تلك السماء الواسعة الشاسعة وهى تسعه وتسع غيره وهى مخلوقة لله تبارك
وتعالى ....!
فكيف تكون الدعوةاليه و كيف يكون فضل الله
وخزائن جوده تبارك وتعالى ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( ذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
إنّ الضرب بالأجنحة في فضاء الدعوة إلى
الله يسع كل من أخلص قلبه لله وأسلمه لربه حبا وشوقا ويقينا وتضحية وإن كان جهد
المقل وإن كان الجناح صغيرا جدا بل أقول ....قد يسبق ذلك الجناح جناحا كبيرا قد
شاب ريشه وقويت عظامه ألم تسمع قول البني صلي الله عليه وسلم ( سبق درهم مائة ألف
درهم ) ألم تسمع لذلك الصوت الآتي من أغوار الغيب علي لسان نبينا صلي الله عليه
وسلم حاكيا عن ذلك الراهب المتجرد المربي ( أي بني إنك اليوم أفضل منى )
هذا الجناح الصغير الذي صفعته الرياح
وهى شديدة وحُقَّ لها أن تالمه ...فيها ظلمات ورعد وبرق هي فتن واختبارات تموذج
كموج البحر المظلم شديد السواد ..
هذا الجناح الصغير الجريح يحتاج إلى الأجنحة
الكبيرة أن تحتويه بريشها الدافئ من ذلك البرد القارس وان تضمِّدَ جراحه الغائرة
وأن تشعره بالأمان الذي ظن أنه فقده من جراء ما رءاه في تلك الظلمات من الرياح ...
يحتاج لمن يذكرونه ب( الذين آمنوا ولم
يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) يذكرونه بالحنان ( رحماء بينهم
) ( أذلة علي المؤمنين ) (إنى أنا أخوك فلاتبتئس بماكانوا يعملون )
فهناك ظلمات وهناك طيور لهذا الظلام
ينشرون الشقاء والتعاسة من خلال الغاسق اذاوقب ...
فقد رأي فيهم الغلظة والجفاء وذلك
طبيعي لأنهم أعداؤه أما العجيب هو أن يجد
تلك الغلطة والجفاء في حاملي النور وطيور الهدي أصحاب رسالته وقضيته ولاحول ولاقوة
ألا بالله ...
يحتاج ذلك الجناح الصغير لمن يقول له
انطلق طر ولو للحظات فإذا ضعف وجد ذلك الجناح القوي من خلفه يقويه ويعضده ويقول له
لاعليك أنت قوى بالله ثم باخوانك ومشايخك .
هذا هو تآزر الأجيال لاصراع
الأجيال..........
لا سيطرة الجناح الوارف الظلال علي كل
شئ حتي بكاد- شعر أو لم يشعر- يطيح بالصغار أصحاب الأفئدة النقية الغضة الطرية .
إن الأجنحة الكبيرة عليها دور ثقيل في
إحياء ذلك الاحتواء وتلك الرعاية الصادقة التي يصدق فيها عبارة النآزر التي
تشعرك...
بالقوة في حنان ..
والنصرة في توجيه رؤوف...
والتربية في نظرة ملؤها الحب والود حتى وان كانت
معنفة معاتبة...
هاهو ذاك العصفور الصغير يحتويه ذلك
الصقر الكبير بجناحيه العظيمين في كل شئ فضلا عن الدفء و الرحمة ...
يقول له سوف تكون في يوم من الأيام
مثلي وافضل........... فاشدد عودك وقوِّ قلبك واربط عليه بلآستعانةبالله...
وطرو انطلق وإياك والنظر إلى جناحيك بل
انظر إلى الوهاب تبارك وتعالي واطلب منه المزيد ( وقل رب زدني علما ) هو سحَّاء
الليل والنهار ....أرأيت ماذا أنفق منذ خلق السماوات والأرض لم يغض مافي يمينه !!
فإياك والطمع في أي شئ إلافي فضله
تبارك وتعالي
اسبح في الفضاء الواسع واجعل أحضان
السماء تحوطك وتشملك وستجد السعة والراحة والرفعة المتجهة إلى فوق بلا تناهي (
إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح برفعة ) ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن
المنافقين لا يعلمون ) .
ووقِّر الأجنحة الكبيرة واعمل بنصحهم واغضض طرفك
عن عيوبها فقد دفنت العصمة مع المعلم الأكبر رسول الله صلى لله عليه وسلم
واعلُ بهمتك فوق الأهوال والعواصف
والأمواج المتلاطمة واستمسك بالنور(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور) وإياك
والخوف إلامن الله (إن الله مع الذين اتقواو الذين هم محسنون ) .
فيضرب العصفور الصغير بجناحيه الصغيرين
بقوة وكأنه حيا بعد موت وفاق بعد غفلة وقويَ بعد ضعف .
وينطلق وأركان ضميره شاكرة لله تبارك
وتعالي ولذلك الصقر العظيم ويتذكر قول الله عز وجل
( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في
الانجيل كرزع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ
فاستوى علي سوفة يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا
الصالحات منهم مغفرة واجر عظيما ) 29 الفتح
وصلِ اللهم على محمدٍ وآله وصحبِه
وسلِّم