{ خيوط النور } ... من " كتاب الحياه " من منازل اليقين إلى معارج الإصلاح للدكتور ابوبكر القاضي حفظه الله ...

{ خيوط النور } ... من " كتاب الحياه " من منازل اليقين إلى معارج الإصلاح للدكتور ابوبكر القاضي حفظه الله ...

- الله جل جلاله له الكمال والجلال والجمال ، وقد خلق الخلق من أجل أن يعرفوه ، ويحبوه ، ويخافوه ، ويرجوه ، فالله عز وجل يدعونا لجنة الدنيا وجنة الاخره .. 

- قال عز وجل { طه -  مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى } .. وإنما أنزل القرآن ليرفع عنا الشقاء ، وسر شقاء الإنسان أنه يتيه ويضل عن ربه تبارك وتعالى ، فيعيش تائهاً شريداً بعيداً ؛ فلا يدري من أين أتي ؟ ومن الذي أتي به ؟ وإلى أين المصير ؟ قال عز وجل : { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِـمَ لِرَبِّ الْعَالَـمِينَ } ... 


- فالله عز وجل خلقنا ليهدينا الصراط المستقيم إليه ؛ ولذلك أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، ليُعرَّفوا به عز وجل ، وبجماله ، وكماله ، وجلاله ، ورحمته ، ورأفته ، وكرمه ، وجوده ، وإنعامه ، وإحسانه ، وآلائه ...


- فمن أراد أن يتذوق طعم السعادة الحقيقية والطمأنينة ، واليقين ، وطعم أن يقر لقلبه قرار ، وأن يكون لقلبه مستقر عند الله تبارك وتعالى ، لا أن يعيش تائهاً ، مضطرباً محتاراً ، فلابد له أن يعرف ربه عز وجل بأسمائه الحسني وصفاته العليا وأفعاله عز وجل .. 


- وأسماء الله كلها حسني ، بالغة فى الحسن ، والكمال والجمال والجلال ، وهي كلها كامله من كل وجه ، لا يعتريها نقص ولا عيب ، فهو عز وجل الأول الذي ليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء ..


- والإنسان يحتاج أن ينظر فى ملكوت السماوات والأرض ، وفى الكون من حوله ، وأن ينظر فى القرآن ليعرف الله عز وجل 

قال تعالى .. { اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْـمًا } 

فمن أراد التعرف على الله فعليه { بالقرآن } ولا بد له فى كل وقتٍ يمر عليه ليل أو نهار ، أو لحظه ، أو نَفَس يخرج منه أن يزداد علماً ومعرفه بالله عز وجل ، ويزداد له حباً ، وأن ينظر فى مواقفه وأحاسيسه ومشاعره ، وأقواله وأفعاله ، والأحداث من حوله ، ويتأمل فى تدبير الأمور ، ورفع بعض الناس على بعض ، وتقسيم الأرزاق وبسطها ، وقبضها ، ينظر إلى كل ذلك " بخيوط النور " وأن كل شيء يقع ويحدث إنما هو أثر من آثار أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ، والله عز وجل لا يوصف بالشر ؛ لا فى أسمائه ، ولا فى صفاته ، ولا فى أفعاله .. كان رسول اللهﷺ يقول { لبيك وسعديك ، والخير كله فى يديك ، والشر ليس إليك } .. 


- فليس فى أسماء الله ولا صفاته ولا فى أفعاله شر ، بل أسماؤه وصفاته وأفعاله تبارك وتعالى كلها خير ، وكلها حسن ، وكلها جمال ، والإنسان عندما يعيش هذه الحياة وهو لا يعرف أصله وفصله وعائلته وأباه وأمه ، فإنه يعيش حاله من التشوه النفسي العميق ، يعيش حاله من التعاسة والإحساس بالضياع ؛ فما بالك بمن يعيش فى هذا الكون ولا يعرف له رباً ، لا يعرف لقلبه وجهة يتوجَّه بها إلى الله تعالى ، ويلجأ إلى الله الركن الشديد ، القوي المتين ؟! 


- فالإنسان خُلق ضعيفاً فقيراً محتاجاً ، خُلق جهولاً كنوداً ، خُلق هلوعاً منوعاً ، هذه صفات نفسيه وطباع بشريه ، وكلما نزل الإنسان إلى الطين شعر بها ، وشعر أنها تأسره فى تفاصيل حياته القصيره الصغيرة جداً ، وما فيها من طعام وشراب ومنكح وملبس ومركب ووجاهات وألقاب ونزاعات وشهرة وسلطان وملك ؛ كل هذا فى عمره القصير الصغير الذي سرعان ما يفني ويزول ، ثم يعود الإنسان إلى الطين والتراب .. 

أما إذا تعلق بالله تعالى وعبد الله كأنه يراه ؛ فإن قلبه يحلَّق إلى الأعلى إلى السماء بعيداً عن التفاهات والأمور الصغيرة الحقيرة .. 

قال رسول اللهﷺ { إن الله عز وجل يحب معالى الأمور ويكره سفسافها } ..


- فما أحوجنا إلى { خيوط النور } فى كل الظلمات التي نعيش فيها ، وسط كل الفتن والمنكرات ، والضغوطات النفسية ، والأوبئة ، والواقع الأليم المحيط بنا .. 

قال تعالى { الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُـمَاتِ وَالنُّورَ } .. توجد ظلمات من حولنا ولكن أيضاً يوجد نور من نور وجه الله عز وجل ، يمتد إلينا من خلال وحيه من القرآن والسنة ، من خلال معرفة الله بألوهيته ، وربوبيته ، وأسمائه وصفاته ، والرسل إنما بُعِثوا وجاءوا من أجل ثلاثة أشياء وهي : 

١- التعريف بالمعبود ( إثبات التوحيد ) 

٢- التعريف بالطريق الموصَّل إليه ( إثبات النبوات والشرائع) 

٣- التعريف بالمصير الذي يصل إليه الإنسان بعد ذلك ( إثبات المعاد ) .. ♥️

منقول من [ مؤمن أشرف ]


#قطوف_سلفية

الابلاغ عن خطأ
شارك