قصتي مع فريد اﻷنصاري.. رحمه الله

قصتي مع فريد اﻷنصاري.. رحمه الله

أول مرة رأيت فيها كتابا للدكتور فريد اﻷنصاري رحمه الله كان في شهر 6 من عام 2009 قبل موته بأربع شهور

وكان كتاب"قناديل الصلاة" وكان طلبا من اﻷخ صاحب المكتبة أن أقرأه ﻷنظر من هذا المؤلف..!

قرأت الكتاب وكانت مفاجأة لي هذا اﻷسلوب  اﻷدبي الرقراق الجذاب الذي لم يعتمد فيه المؤلف إﻻ على النصوص واﻷحاديث الصحيحة (وليست علي عادة اﻷدباء ذوي الخلفية الشرعية الضحلة) فعلمت أن وراء ذلك الرجل سرا لعمق كلماته وصدق نبرته..

فأتيت بكتبه كلها وقرأتها عن بكرة أبيها المجلدات ﻻسيما مجالس القرآن الثلاثة ومشروعه المتكامل في (الفطرية) والفقه المقاصدي الواضح في رسالة الماجستير (المصطلح اﻷصولي عند الشاطبي)و الروايات(آخر الفرسان،عودة الفرسان،كشف المحجوب)  وجمال أدبه في (جمالية الدين)وديوان الشعر (ديوان القصائد)والرسائل الصغيرة" هذه رساﻻت القرآن""بلاغ الرسالة القرآنية""الفجور السياسي""اﻷخطاء الستة للحركة اﻹسلامية بالمغرب""البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي نحو بيان قرآني للدعوة"   ومقاله اﻷخير "رجال ﻻ كأي رجال"وسمعت له أكثر من 300 ثلاثمائة محاضرة..سلاسل "منازل اﻹيمان""بصائر""دروس متنوعة""مقاصد الحج التربوية""مقاصد الذكر""مجالس شهر رمضان"

(تطلب من موقع الفطرية موقعه الخاص، وكتبه من دار السلام المصرية ودار النيل التركية)

وكنت عاقدا مجلسا قرآنيا من كتابه "مجالس القرآن1" تفسير سورة الحجرات في يوم السبت في مسجد عباد الرحمن ببحري  10 العاشر من أكتوبر 2009 في يوم وفاته..أسأل الله أن يرحمه

الرجل مرتبط بالقرآن والسنة وكأنه قد خلطا بشحمه ولحمه.. فحل في لغته.. أديب وروائي وشاعر..عميق في تأصيله واستنباطه ومعاصرته..عملاق في ثقافته..أكاديمي في تأليفه ومرتب وأفكاره مركزة..مبدع في طرحه..رباني في خطابه..مستنير وجهه..رشيقة عباراته..تربوي رائع..وفقيه أصولي..سلفي قح..شديد على أهل البدع ..واضح في منهجه..

لو عاش لكان آية ولكن قدر الله ماشاء فعل

لم ينتشر ذكره في حياته وإنما بعد موته اشتهر وطار ذكره في كل مطار

توفي بعد بلوغ تسعة وأربعين عاما..تنبه في آخر تسع سنوات لقضية القرآن وتدبره ومحوريته في العمل اﻹسلامي..

يعتبر د.فريد مرحلة ومحطة هامة في طريق متدبر القرآن فإنه صانع بصمة ﻻ تخفي في هذا الشأن

يحتاج لدراسات جادة لأدبياته ومنهجه في التدبر واﻹصلاح بمنظور عام

نسأل الله أن يعلي ذكره ويجعل له لسان الصدق باﻵخرين وأن يتغمده بمغفرته ورحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

#د_أبوبكرالقاضي

الابلاغ عن خطأ
شارك
تواصل معنا