نظرة شرعية نفسية في رواية ماجدولين

نظرة شرعية نفسية في رواية ماجدولين

انتهيت من قراءة "ماجدولين " القصة الفرنسية لألفونس كار ونقلها إلى العربية بلمساته الشعرية المرهفة المنفلوطي ...واختلطت أوراقها بألمي ودموعي شفقة لهؤلاء الذين قضوا حياتهم في عذاب العشق والوله و جنون الغرام وكل من أحب غير الله عُذِّب ولابد.. و كيف يتعرضون لحوادث الدهر المؤلمة وهم لا يدركون من أين تأتيهم التعاسة..!! سبحان الله ! من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد ؟

ترنم البطل "رب لم أشقيتني وما أشقيت أحدا من عبادك" ولا حول ولاقوة إلا بالله ...وهكذا حال البعيد عن ربه لا يفرق بين البلاء وبين الشقاء ...فقد يُبتلى المؤمن ولكنه لايشقى فأشد الناس بلاءا الأنبياء ومع ذلك قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " وهذا سبب تعاسة البشر عدم فهمهم لحقيقة الابتلاء في الحياة "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا" فتراهم ينعون مصائب الدهر ويتألمون ويتغنون بقسوة الحياة ..وإنما لايزال الإنسان في جنة إذا توجه قلبه لربه...

ولاشك أن كاتب السطور يتمتع برشاقة القلم ورهافة الحس وصدق  معرفة النفوس ولواعجها طيب الله ثراه...

وقراءة مثل هذه المقطوعات القصصية مما يعمق الحس بالعربية وطاقتها الهائلة في تصوير المعاني والمشاعر ...!!

شارك