قلوب فوق الفتن
أعظم فتنة ستمر على وجه ا?رض عبر
التاريخ فتنة بكماء صماء عمياء.فتنة المسيح الدجال مدعي ا?لوهية، يفترق به الناس
بين كفر وإيمان، تموج به ا?رض وتمور كفرا وفجورا.
يحكي النبي صلى الله عليه وسلم عن
فتنته للصحابة رضوان الله عليهم: معه براهين ?دعائه، تتبعه كنوز ا?رض كيعاسيب
النحل، معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار، يحي ويميت، تتبعه الشياطين، يسجد له
سبعون ألف من يهود أصبهان على عتبة بيت المقدس، ? يدخل مكة و? المدينة، لكن يخرج
له منها المنافقون.من أطهر بقاع العالم تطولها نار الفتنة.
فتخيل كيف سيبيع الناس دينهم كله بعرض
من الدنيا قليل بين صباح ومساء، بل بين لحظات من اليوم.
بوست إيمان وبوست كفر قد ? يفصلها إ?
دقائق نسأل الله العافية.
وبين كل تلك ا?هوال فتلفت أنظار الصحابة
معلم من معالم الفتنة ? نكاد إذا مررنا على أحداث تلك الفتنة أرسلنا لها الطرف،
ولكنها تبين البرمجة العصبية والشعورية والعقلية التي تمتع بها الصحابة رضوان الله
عليهم."يمكث فيكم أربعين يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وسائر
ا?يام كبقية أيامكم".
في خضم نيران الخوف التي تلتهب القلوب
وتجذب ا?بصار يرد الصحابة بسؤال معبر عن سبيل النجاة ."يا رسول الله، في
اليوم الذي كسنة كيف نصلي فيه ؟!"عمق التربية بالقرآن والتلقي عن النبي وتصور الطريق إلى الله في قلوب وعقول الصحابة
تمثل أمامهم دوما "عقلية الحل والنجاة".
والفتنة تمر وتمضي ويقدر الله لها
الفرج والمخرج الذي قد ? يخطر على قلوب المؤمنين.
فيحاصرهم الدجال في بيت المقدس ويريد
ا?نقضاض عليهم بعد أذان الفجر ومابين ا?ذان وا?قامة ينزل المسيح عليه السلام ليكون
هلاك تلك الفتنة "المسيح الدجال" بحربته..!
كثيرا ما نتلهى بأخبار الفتن وتفاصيل
جزئياتها، وتلهينا عن حقيقة وغاية البلاء وا?ختبار من حسن العمل"ليبلوكم أيكم
أحسن عملا".
الصلاة سبيل النجاة من الفتن ولو فتنة
المسيح الدجال.
العبودية الذكر الدعاء تعلق
القلوب."كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى
الصلاة"،"فلو? إذ جاءهم بأسنا تضرعوا".
عقلية تهتم بتفاصيل وجزئيات المشكلة
وا?ستغراق فيها وا?نهزام دون مواجهتها ? تصلح للأبطال والفرسان والمتقين!
قال طلق بن حبيب رضي الله عنه:
"إذا اشتعلت نيران الفتنة فاطفئوها بالتقوى". قيل: وما التقوى؟
قال:"أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك ما نهى
الله على نور من الله تخاف عقاب الله ".
نيران الفتن وجحيمها ? تطفأ بكثرة ا?قاويل والتعالم وا?تهام
والغيبة والنميمة، وإنما بإقامة العبودية وتحصيل "قلب أبيض كالصفا ? تضره
فتنة ما دامت السماوات وا?رض".
فلا تنتظر انتهاء الفتن، لكن اسع
لتحصيل ذلك القلب بالعلم والعمل!
فتلك القلوب كالغيث الذي تطفئ النيران
حتى تندرس.