قصصيات 3 ... معادلة التمكين
وصف الله بني إسرائيل في القرآن
بالمستضعفين والصبر؛ وذلك للوصف الغالب عليهم ولم يذكرهم مرة بالعبودية أو ا?يمان
والعمل الصالح ..
"وأورثنا القوم الذين كانوا
يستضعفون مشارق ا?رض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني
إسرائيل بما صبروا".
"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا
في ا?رض ونجعلهم أئمة".
بخلاف الصحابة رضوان الله عليهم فإن
وصفهم في القرآن وذكر سبب نصرهم كان مقرونا بأعمال وصفات اتصفوا بها"وعد الله
الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في ا?رض"، "محمد رسول الله
والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا".
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا
من ديارهم وأموالهم".
" فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون
الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون النبي ا?مي".
فخلصنا بذلك أن التمكين له معادلة ..
كلما زاد ا?يمان والعمل الصالح ..كلما
قصرت فترة البلاء والصبر وجاء التمكين.
وكلما نقص ا?يمان والعمل الصالح ..كلما
امتدت فترة البلاء والصبر وتأخر التمكين.
ولذلك طالت فترة بلاء بني إسرائيل لما
كان إيمانهم وأعمالهم الصالحة ضعيفة.
"قالو أوذينا من قبل أن تأتينا
ومن بعد ما جئتنا" فامتدت حياة فرعون 750 عاما..!
وقصرت فترة البلاء وأتى التمكين لما
كان إيمان الصحابة قويا وأعمالهم الصالحة عظيمة..
فابتلوا 13 سنة وليس كلهم، ثم هاجروا
فلم يهزموا إ? مرة واحدة في معركة أحد، ثم في 8 سنين فتحت مكة، وفي 10 سنين دانت
الجزيرة، وفي 15 دانت مصر والشام وفلسطين، وفي 25 سنة دانت فارس والروم وبلاد
ماوراء النهر، وفي 90 سنة امتدت دولتهم من ا?ندلس غربا إلى الصين شرقا..
"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا
في ا?رض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في ا?رض ونري فرعون وهامان
وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".
فأول الطريق إرادة الله..
ثم ثانيها فهم أن ما عند الله ? ينال
إ? بطاعته..
"قال موسى استعينوا بالله واصبروا
إن ا?رض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"؛ فالملك والسلطان
والتراب وا?رض والناس وقلوبهم وعقولهم وأموالهم بيد الله..
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك
من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاءبيدك الخير إنك على كل شيء
قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج
الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب"..
ثم تأتي الخطوة الثالثة في طريق
التمكين ..