تجديد المنطلقات الربانية للصحوة الإسلامية 2

تجديد المنطلقات الربانية للصحوة الإسلامية 2

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

 

فقد ذكرنا في المقال السابق كيف أن الخطاب الدعوي المعاصِر "وبالأخص السلفي" بعيد تمامًا عن مفاهيم المجتمع واهتماماته، وأن هناك فجوة واضحة بين أبناء الفكر الإصلاحي السلفي وبين الشباب والكهول والشيوخ، وبين المثقفين والنخب، وبين مَن يرتاد مسالك الإعلام والفن والأدب حتى ولو في طريق فج في المخالفات الشرعية والأخطاء المنهجية؛ فهناك فجوة فكرية حتى في دعوتهم، وأنهم محل دعوة وتغيير.

 

ولذلك ثاني خطوة لحل هذه الفجوة -وهو المنطلق الثاني-: "التركيز على الدعوة إلى المحكمات قبل المشتبهات":

 

- ركائز الدعوة وأصولها وثوابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وجعل الله أدلة توحيده وصدق رسوله أكثر توفرًا مِن الماء والهواء لحاجة البشرية إليها، وهذا الوضوح والتوفر هو الذي سيؤدي بطالب الحق ليحكم الكتاب في اعتقاده وحسه فيما اختلف فيه الناس.

 

- الخلاف ليس حجة في الحقيقة على النصوص، بل الكتاب حجة عليه، وجاء ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وهو في زماننا المعاصر يحتاج إلى فقه ودراسة وتمحيص لأنواعه بين المذموم وغير المذموم، وبين المطلوب وجوده، وبين المطلوب السعي لتقليله وإزالته.

 

- الدعوة إلى بيان القرآن للعقائد والتصورات والأفكار والسلوكيات والأخلاق التي تميِّز ثقافة الشخصية الإسلامية الأصيلة، بلا مواربة ولا مجاملة ولا مداهنة، ما دامت رسالات القرآن في ذلك واضحة، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب:39)، هي التي ستحطم الحواجز النفسية بيننا وبين المجتمع؛ مع سلطان القرآن تتسع رقعة المساحات المشتركة والتأثير العميق في الجماهير عقلًا ووجدانًا، وهذا هو حقيقة المشروع النهضوي للأمة، ألا نصنع نخبًا فقط، وطوائف، وننتقي كوادر فقط؛ فهذا جزءٌ، والجزء الثاني: أن نعمل وأن يتبنى المجتمع قضايا العمل للإسلام، ويمثِّل هذا تيارًا شعبيًّا، فلو أريد لاستئصال الفكرة يستأصل المجتمع برمته إن أراد، كما نجح الغلام في أن يجذر القضية في حسِّ الشعب حتى رضوا بالحرق دون التخلي عنها!

 

- الصدع بالحق فيما لا سعة فيه، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وإن كان يجوز عن وقت الخطاب الدعوي، على حسب الأولويات التي تقتضيها فقه النفوس وسياسات العلم لفتح القلوب، مع التوسع فيما فيه سعة وتوسعة مِن الشرع والمرونة في طرحه بأمانة هو الذي يفتح قلوب الكثيرين ممَن يهاجم التيار الأصولي السلفي أنه تيار القول والرأي الواحد والتعصب له، ولا شك أن التعصب مرفوض من فاعله أيًّا كان مهما كانت درجته وقدره ومكانته، حتى في بيان الحق ينبغي أن يصاحبه الرفق والحلم والصبر، وعدم التشنيع، وهذا لا ينافي الصدع بالحق، ومواجهة الشبهات والشهوات، وتحطيم قيودهما بقوةٍ ولباقةٍ.

 

- الدعوة إلى المحكمات كفيلة بتجميع القلوب، ولم شعث المجتمعات تحت مظلة واحدة ننطلق منها لفضاء أوسع وأهدأ منها؛ لفضاء أوسع وأهدأ نبرة في ردِّ الناس إلى الكتاب والسُّنة لا أقوال الرجال.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

 

فقد ذكرنا في المقال السابق كيف أن الخطاب الدعوي المعاصِر "وبالأخص السلفي" بعيد تمامًا عن مفاهيم المجتمع واهتماماته، وأن هنالك جفوة واضحة بين أبناء الفكر الإصلاحي السلفي وبين الشباب والكهول والشيوخ، وبين المثقفين والنخب، وبين مَن يرتاد مسالك الإعلام والفن والأدب حتى ولو في طريق فج في المخالفات الشرعية والأخطاء المنهجية؛ فهناك فجوة فكرية حتى في دعوتهم، وأنهم محل دعوة وتغيير.

 

ولذلك ثاني خطوة لحل هذه الفجوة -وهو المنطلق الثاني-: "التركيز على الدعوة إلى المحكمات قبل المشتبهات":

 

- ركائز الدعوة وأصولها وثوابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وجعل الله أدلة توحيده وصدق رسوله أكثر توفرًا مِن الماء والهواء لحاجة البشرية إليها، وهذا الوضوح والتوفر هو الذي سيؤدي بطالب الحق ليحكم الكتاب في اعتقاده وحسه فيما اختلف فيه الناس.

 

- الخلاف ليس حجة في الحقيقة على النصوص، بل الكتاب حجة عليه، وجاء ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وهو في زماننا المعاصر يحتاج إلى فقه ودراسة وتمحيص لأنواعه بين المذموم وغير المذموم، وبين المطلوب وجوده، وبين المطلوب السعي لتقليله وإزالته.

 

- الدعوة إلى بيان القرآن للعقائد والتصورات والأفكار والسلوكيات والأخلاق التي تميِّز ثقافة الشخصية الإسلامية الأصيلة، بلا مواربة ولا مجاملة ولا مداهنة، ما دامت رسالات القرآن في ذلك واضحة، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب:39)، هي التي ستحطم الحواجز النفسية بيننا وبين المجتمع؛ مع سلطان القرآن تتسع رقعة المساحات المشتركة والتأثير العميق في الجماهير عقلًا ووجدانًا، وهذا هو حقيقة المشروع النهضوي للأمة، ألا نصنع نخبًا فقط، وطوائف، وننتقي كوادر فقط؛ فهذا جزءٌ، والجزء الثاني: أن نعمل وأن يتبنى المجتمع قضايا العمل للإسلام، ويمثِّل هذا تيارًا شعبيًّا، فلو أريد لاستئصال الفكرة يستأصل المجتمع برمته إن أراد، كما نجح الغلام في أن يجذر القضية في حسِّ الشعب حتى رضوا بالحرق دون التخلي عنها!

 

- الصدع بالحق فيما لا سعة فيه، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وإن كان يجوز عن وقت الخطاب الدعوي، على حسب الأولويات التي تقتضيها فقه النفوس وسياسات العلم لفتح القلوب، مع التوسع فيما فيه سعة وتوسعة مِن الشرع والمرونة في طرحه بأمانة هو الذي يفتح قلوب الكثيرين ممَن يهاجم التيار الأصولي السلفي أنه تيار القول والرأي الواحد والتعصب له، ولا شك أن التعصب مرفوض من فاعله أيًّا كان مهما كانت درجته وقدره ومكانته، حتى في بيان الحق ينبغي أن يصاحبه الرفق والحلم والصبر، وعدم التشنيع، وهذا لا ينافي الصدع بالحق، ومواجهة الشبهات والشهوات، وتحطيم قيودهما بقوةٍ ولباقةٍ.

 

- الدعوة إلى المحكمات كفيلة بتجميع القلوب، ولم شعث المجتمعات تحت مظلة واحدة ننطلق منها لفضاء أوسع وأهدأ منها؛ لفضاء أوسع وأهدأ نبرة في ردِّ الناس إلى الكتاب والسُّنة لا أقوال الرجال.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

 

فقد ذكرنا في المقال السابق كيف أن الخطاب الدعوي المعاصِر "وبالأخص السلفي" بعيد تمامًا عن مفاهيم المجتمع واهتماماته، وأن هنالك جفوة واضحة بين أبناء الفكر الإصلاحي السلفي وبين الشباب والكهول والشيوخ، وبين المثقفين والنخب، وبين مَن يرتاد مسالك الإعلام والفن والأدب حتى ولو في طريق فج في المخالفات الشرعية والأخطاء المنهجية؛ فهناك فجوة فكرية حتى في دعوتهم، وأنهم محل دعوة وتغيير.

 

ولذلك ثاني خطوة لحل هذه الفجوة -وهو المنطلق الثاني-: "التركيز على الدعوة إلى المحكمات قبل المشتبهات":

 

- ركائز الدعوة وأصولها وثوابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وجعل الله أدلة توحيده وصدق رسوله أكثر توفرًا مِن الماء والهواء لحاجة البشرية إليها، وهذا الوضوح والتوفر هو الذي سيؤدي بطالب الحق ليحكم الكتاب في اعتقاده وحسه فيما اختلف فيه الناس.

 

- الخلاف ليس حجة في الحقيقة على النصوص، بل الكتاب حجة عليه، وجاء ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وهو في زماننا المعاصر يحتاج إلى فقه ودراسة وتمحيص لأنواعه بين المذموم وغير المذموم، وبين المطلوب وجوده، وبين المطلوب السعي لتقليله وإزالته.

 

- الدعوة إلى بيان القرآن للعقائد والتصورات والأفكار والسلوكيات والأخلاق التي تميِّز ثقافة الشخصية الإسلامية الأصيلة، بلا مواربة ولا مجاملة ولا مداهنة، ما دامت رسالات القرآن في ذلك واضحة، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب:39)، هي التي ستحطم الحواجز النفسية بيننا وبين المجتمع؛ مع سلطان القرآن تتسع رقعة المساحات المشتركة والتأثير العميق في الجماهير عقلًا ووجدانًا، وهذا هو حقيقة المشروع النهضوي للأمة، ألا نصنع نخبًا فقط، وطوائف، وننتقي كوادر فقط؛ فهذا جزءٌ، والجزء الثاني: أن نعمل وأن يتبنى المجتمع قضايا العمل للإسلام، ويمثِّل هذا تيارًا شعبيًّا، فلو أريد لاستئصال الفكرة يستأصل المجتمع برمته إن أراد، كما نجح الغلام في أن يجذر القضية في حسِّ الشعب حتى رضوا بالحرق دون التخلي عنها!

 

- الصدع بالحق فيما لا سعة فيه، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وإن كان يجوز عن وقت الخطاب الدعوي، على حسب الأولويات التي تقتضيها فقه النفوس وسياسات العلم لفتح القلوب، مع التوسع فيما فيه سعة وتوسعة مِن الشرع والمرونة في طرحه بأمانة هو الذي يفتح قلوب الكثيرين ممَن يهاجم التيار الأصولي السلفي أنه تيار القول والرأي الواحد والتعصب له، ولا شك أن التعصب مرفوض من فاعله أيًّا كان مهما كانت درجته وقدره ومكانته، حتى في بيان الحق ينبغي أن يصاحبه الرفق والحلم والصبر، وعدم التشنيع، وهذا لا ينافي الصدع بالحق، ومواجهة الشبهات والشهوات، وتحطيم قيودهما بقوةٍ ولباقةٍ.

 

- الدعوة إلى المحكمات كفيلة بتجميع القلوب، ولم شعث المجتمعات تحت مظلة واحدة ننطلق منها لفضاء أوسع وأهدأ منها؛ لفضاء أوسع وأهدأ نبرة في ردِّ الناس إلى الكتاب والسُّنة لا أقوال الرجال.

 

والمنطلق الثالث يتبع -إن شاء الله ...

الابلاغ عن خطأ
شارك