معالم على طريق النور

معالم على طريق النور

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. 

 


ثم أما بعد 

فالله تبارك وتعالى هو نور السماوات والأرض وهو منور السماوات والأرض وهو هادي أهل السماوات والأرض. 

قال تعالى:

﴿اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ المِصباحُ في زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيتونَةٍ لا شَرقِيَّةٍ وَلا غَربِيَّةٍ يَكادُ زَيتُها يُضيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نارٌ نورٌ عَلى نورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ وَيَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ۝في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ۝رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ وَالأَبصارُ۝لِيَجزِيَهُمُ اللَّهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [النور: ٣٥-٣٨]

خلق الله تبارك وتعالى الإنسان في هذه الحياة الدنيا ابتلاءا وامتحانا وأنزل معه إلى هذه الدنيا عدوه وهو الشيطان وجعله يجري منه مجرى الدم من العروق

وجعل لذاك الشيطان جندا من نفس الإنسان وهي نفسه الأمارة بالسوء وجعل له جندا من شياطين الإنس من الكفرة والفجرة والمنافقين وطالب الله عز وجل ذاك الإنسان أن يسير إليه رغم كل هذه المعوقات، ورغم كل هذه العقبات. 

﴿يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقيهِ﴾ [الانشقاق: ٦]

﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤]

وكبده وكدحه ليس في تحصيل لقمة العيش ولا في تأمين مستقبل الأولاد كما يظن أكثر الناس وإنما كدح الإنسان وكبده في تحصيل القلب السليم الذي لا ينفع غيره بين يدي الله غدا. 

﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ۝إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾ [الشعراء: ٨٨-٨٩]

كيف يسير ذاك الإنسان وهو ضعيف؟ 

كيف يسير ذاك  الإنسان وقد إحتوشه  الأعداء من داخله ومن خارجه؟

لا يسير ذاك الانسان الا بجذبة من الحق.. 

أن يجذبه الرب تبارك وتعالى إلى طريق الحق، أن يهديه، أن يوفقه، أن يأخذ بيده وقلبه إليه اخذ الكرام عليه، 

أن ينقدح حقا في نفسه هو شخصيا هذا الإنسان لا يدري من أين اتاه وانما هو إذن الله عز وجل له بدخول الطريق، ولذلك الله تبارك وتعالى هو الأول وهو الآخر. 

 أول ليس قبله شيء، وآخر ليس بعده شيء 

هذا الإنسان لم يكن يعرف الله إلا أن عرفه الله عز وجل بنفسه هذا الإنسان لم يكن ليقيم الصلاة إلا أن جعله الله مقيم الصلاة

هذا الإنسان لم يكن ليشكر الله إلا أن أوزعه الله ليشكر نعمته عليه. 

﴿رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ﴾ [إبراهيم: ٤٠]

﴿ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ ﴾ [النمل: ١٩]

رب آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. 

رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. 

رب اجعلني لك ذكارا، لك شكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا. 

هذه أدعية الأنبياء والرسل يعرفون مصدر السعادة ويعرفون مصدر الخير.

﴿ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ﴾ 

نعمة الهداية نعمة للأسف يغفل عنها أكثر الناس من المسلمين لا يدركون أنهم قد أختيروا واصطفوا من ضمن ركام هائل هو وقود النار يوم القيامة. 

هذه النار وقودها الناس والحجارة (نسبة النجاة واحد من ألف) أن يصطفيك الله عز وجل فتولد مسلما و تموت مسلما هذه النعمة التي لا يدركها الكثير و يغفل عنها الكثير يغفلون عن نعمة السجود لله عز وجل.. 

 

﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجومُ وَالجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوابُّ وَكَثيرٌ مِنَ النّاسِ وَكَثيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ۩﴾

شارك