عبودية الألم
"طه ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى"
أنزل الوحي من السماء وأرسل الرسل
ليخففوا آﻻم البشر ويمسحوا عن وجوههم كآبة اﻷحزان
والشقاء..!
"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال( إني أعلم ما ﻻ تعلمون)"
علم أن سيكون من ذرية آدم من يسبح بحمده ويقدس
له مع اﻵﻻم والمحن..!
ﻻ تذاق الحياة إﻻ في رحاب عبادة الرحمن
والعلم به..!
تذوب كل اﻵﻻم وجراحات وأنكاد الدنيا
على عتبة ذلك اللقاء...
"فيكشف الحجاب..
فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر في
وجه ربهم"
تستحيل البﻻيا في أعيننا عطايا..
واﻵﻻم آماﻻ..والمحن منحا..
على قدر ثقتنا وحسن ظننا بالمعطي
المانع ربنا تبارك وتعالى..!
جاء اﻷنبياء ليخففوا آﻻم البشر..
كيف ذلك وهم أكثر الناس جراحا وبﻻءا
وتألما ..؟!
إذا اختلطت اﻵﻻم بأنوار الرجاء والتعلق
بالله تبددت وتﻻشت..
"وترجون من الله ما ﻻيرجون"
"وأعلم من الله ما ﻻ تعلمون"
أقوى رجاء ...هو اليقين بزوال اﻷلم..
فما بالك باليقين بأن يعقب الألم الفرح
والسرور المذهل..
"وعزتك ما رأيت وﻻ ذقت بؤسا
قط"
بعد غمسة واحدة في الجنة قسما صادقا..!
قالت عائشة رضي الله عنها :"
فبكيت حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي "
حين تظلم وﻻ تملك دليل براءتك ﻻ تزيدك الدموع
بملوحتها إﻻ ألما وعذابا..!
قالت عائشة رضي الله عنها:" فقلص
دمعي حتى ﻻ أحس منه قطرة"
حين يأتيك اﻷلم من أقرب الناس إليك
..تعتقل الكلمات والدموع
وﻻ يبقى إﻻ التوجه إلى الله
"والله المستعان على ما تصفون"
"وليعفوا وليصفحوا أﻻ تحبون أن
يغفر الله لكم"
قال أبوبكر رضي الله عنه :" بلى
أحب أن يغفر الله لي"
أي دين هذا الذي يحيل قلبا مكلوما في
عرض ابنته إلى بلسم صفح ورحمة
بنزول آية عليه بردا وسﻻما
قالت عائشة رضي الله عنها "
ولشأني كان أحقر في نفسي أن يتكلم الله في بأمر يتلى "
على حسب انكسارك في ألمك ومحنتك
يكون العلو ورفعة المنزلة في العاقبة والفرج..!